نبدأ مع أول قصة:
الأسد المريض:
مرض الأسد ذات يوم و عجز عن الخروج من عرينه ليبحث عن طعامه فأعلن الى كل حيوانات الغابة أن الأسد مريض و على كل جنس من الحيوانات و الطير أن يرسل و احداً من أفراده لزيارته فهو امن من الاعتداء عليه و أن هذا الأمان وعد يضمنه شخصياً و هكذا توافدت حيوانات الغابة وطيورها يوماً بعد يوم على عرين الأسد لتزوره في مرضه و هى آمنة غير خائفة بعد أن كانت تهرب منه حتى عند اقترابه من أحدها و لا تجرؤ من الاقتراب من عرينه
فعلت ذلك كل الحيوانات و الطيور إلا الثعالب فقد قال ثعلب لصاحيه : آثار الاقدام كلها تدل على دخول الحيوانات و الطيور عرين الاسد لكنها لاتدل على خروجها منه ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا لا ما تسمعه آذننا
القصة الثانية:
الحوت الظالم...
يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه .. وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟ قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟ فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل ، وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟ فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .
كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .
ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه .. فنادى : ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟ فرد جاسم : إنني أتمرن قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد .. فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟ قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت .. فقالت بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي
كله وعليك أن تهرب بسرعة فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار .. اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين .. كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً .. ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت .. لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..
وهذه عاقبة الظلم والطمع
القصة الثالثة:
العصفور المغرور:
أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به.
ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير.
ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء فنادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه.
ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة فوقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير.
ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة.
وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة فوقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير.
وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها.
فقد إجتمع الغراب والحمار والفأروالسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور
الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره.
وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم ...
الأسد المريض:
مرض الأسد ذات يوم و عجز عن الخروج من عرينه ليبحث عن طعامه فأعلن الى كل حيوانات الغابة أن الأسد مريض و على كل جنس من الحيوانات و الطير أن يرسل و احداً من أفراده لزيارته فهو امن من الاعتداء عليه و أن هذا الأمان وعد يضمنه شخصياً و هكذا توافدت حيوانات الغابة وطيورها يوماً بعد يوم على عرين الأسد لتزوره في مرضه و هى آمنة غير خائفة بعد أن كانت تهرب منه حتى عند اقترابه من أحدها و لا تجرؤ من الاقتراب من عرينه
فعلت ذلك كل الحيوانات و الطيور إلا الثعالب فقد قال ثعلب لصاحيه : آثار الاقدام كلها تدل على دخول الحيوانات و الطيور عرين الاسد لكنها لاتدل على خروجها منه ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا لا ما تسمعه آذننا
القصة الثانية:
الحوت الظالم...
يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه .. وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟ قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟ فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل ، وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟ فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .
كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .
ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه .. فنادى : ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟ فرد جاسم : إنني أتمرن قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد .. فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟ قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت .. فقالت بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي
كله وعليك أن تهرب بسرعة فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار .. اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين .. كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً .. ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت .. لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..
وهذه عاقبة الظلم والطمع
القصة الثالثة:
العصفور المغرور:
أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به.
ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير.
ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء فنادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه.
ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة فوقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير.
ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة.
وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة فوقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير.
وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها.
فقد إجتمع الغراب والحمار والفأروالسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور
الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره.
وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم ...
عدل سابقا من قبل المدير العام في الأربعاء 8 أبريل 2009 - 10:45 عدل 1 مرات (السبب : تكبير الخط)